عرض ونقد

هل كانت الأحاديث نتيجة لضغط الساسة على الرواة؟

يقول المخالف: ” من المعلوم تأثر المحدثين وغيرهم من علماء الدين على مر العصور بالسياسة والملوك، وقد عرف عن بعض المحدثين قربهم من ساسة بني أمية كالزهري، ويرى بعض الباحثين (كجولد تسيهر) أن الزهري كان يضع الحديث لبني أمية. فما الذي يضمن لنا أنّ هذه الأحاديث التي تؤمنون بها إنما هي نتيجة ضغط الساسة على الرواة او نتيجة ميل الرواة للساسة فاخترعوا منها ما يؤيدون به حكمهم وسلطتهم؟ “.

الناظر بعين التجرد والفحص الدقيق الى هذا القول يجد انه غير صحيح من وجوه عديدة:

  • أولاً: الدعوى الكلية لا تثبت بالمثال الجزئي.
  • ثانياً: هذا الكلام: إطلاق دعاوى بلا دليل ثابت، وتخمينات من غير برهان.
  • ثالثاً: لا نجد في الأحاديث التي بين أيدينا: ثناء على بني أمية وحكّامهم، ولا ذمًّا لمخالفيهم وشائنيهم، ولو كانت الأحاديث نتيجة لضغط الساسة لما خلت من ذلك.
  • رابعاً: نقلت لنا كتب الحديث المواقف القوية التي وقفها الزهري في وجه أمراء بني أمية وكيف أنكر عليهم بقوة في بعض تفسيراتهم كتفسيرهم: ( الذي تولى كبره )، وكقوله للخليفة: ” أنا أكذب! لا أب لك “. فهذا كله يدلل على أن المحدثين لم يكونوا يخشون في الحق لومة لائم وإن كان خليفة المسلمين.
  • خامساً: استفاضة ذكر مناقب آل البيت ووجوب محبتهم في كتب المحدثين ومن المعلوم أن آل البيت كانوا يمثلون العدو الاول لبني أمية ولو استجاب المحدثون لضغوط بني امية لوجب وجود ما يقدح فيهم ويذكر مثالبهم لا مدحهم وذكر مناقبهم.
  • سادساً: أن نسبة الأحاديث التي تتحدث عن السياسة والسلطة ضئيلة جدًّا بالمقارنة مع الأحاديث في غير ذلك، كأحاديث الأحكام، والأخلاق، وغيرها، بل عامة الأحاديث التي تتحدث عن السلطة إنما جاءت في ذمها لا في مدحها!
  • سابعاً: إذا كانت القراءات القرآنية لم تسلم من دعوى الدوافع السياسية فما بالنا بالأحاديث.
  • ثامناً: إذا كانت الأحاديث هي نتيجة لضغط الساسة على الرواة، فكيف استطاع الساسة أن يفرضوا عليهم وضع أحاديث تؤيد حكمهم وسلطتهم في كل الامصار وعلى جميع المحدثين الذين كانوا في مكة، ودمشق والكوفة والبصرة ومصر من صحابة وعلماء؟ ممن لا تطالهم أيدي الساسة في أماكن بعيدة! وفي أزمنة مختلفة زالت فيها سطوة اولئك السلاطين.
  • تاسعاً: أن يُقال: أين الأسانيد التي تدل على أن الزهري فعل ذلك؟ ثم إن أتوا بإسناد كيف تحتجون بشيء أنتم تنكرونه وهو الأسانيد وقد يكون هذا الإسناد من صنعكم وكذبكم؟

[ الجواب من طلاب تخصصة حجية السنة، الدفعة الأولى…. ]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى