من الأمور التي ادّعى فيها المعترضون أنّ الإسلام مناقض للعلم: حقيقة الرعد، فالرعد في الإسلام – كما يقولون – عبارة عن ملك يزجر السحاب أو هو صوت الملك، ولكن العلم الحديث كشف لنا أن الرعد عبارة عن ظاهرة طبيعية تحدث بسبب اختلاف الضغط في السحب، فيحدث بسببه انفجار في الهواء يدوي بصوت شديد نسمعه في الأرض.
وهذا الاعتراض مبني على مقدمات خاطئة وتصور خاطئ للنصوص غير صحيح، وبيان الرّدّ وما فيه من خلل يتجلى في الأمور التالية:
- لا ننكر ما روي من أحاديث في حقيقة الرعد، ومن أشهرها: حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: أقبلت يهود إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقالوا: يا أبا القاسم، أخبرنا عن الرعد ما هو؟ قال: “ملك موكّل بالسّحاب، معه مخاريق من نار يسوق بها السّحاب حيث شاء الله”. فقالوا: فما هذا الصّوت الّذي نسمع؟ قال: “زجرة بالسّحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر”. قالوا: صدقت.
وهذا الحديث قد اختلف العلماء في حكمه والرّاجع أنّه ضعيف.
- اختلف العلماء في حقيقة الرعد، فذهب أكثرهم أن الرعد ملك يزجر السّحب، وذهب بعضهم أن الرّعد عبارة عن ريح تختنق في السّحاب، فيحدث جرّاء ذلك الصّوت الّذي نسمعه.
وكلا القولين اجتهادات ظنّيّة من بعض علماء المسلمين، ولا يصحّ اعتبار شيء منها على أنّه يمثّل الإسلام والنّصّ المعصوم من الخطأ والزّلل.
- على التسليم بدلالة النّصوص على أنّ الرعد صوت ملك في السّحاب، فذلك لا ينافي كونه عبارة عن اصطكاك السحب وانضغاط الهواء بينهما، وذلك لأنه لا تعارض بين السبب الغيبي والسبب الطبيعي، فقد يكون للشيء الواحد أسباب كثيرة، معرفتنا ووقوفنا على بعضها لا ينفي وجود غيرها.
والخلل المنهجي عند المعترضين على الأديان أنّهم دائماً ما يعتقدون التّعارض بين السّبب الطبيعي والسّبب الغيبيّ، ثم يدّعون بأنّ العلم التّجريبي مناقض للدّين!