عرض ونقد

هل خلق السماوات والأرض يعارض العلم؟

  • السؤال:

العلم الحديث يثبت أنّ الكون خلق في عمليّة تطوّريّة استمرّت ملايين السّنين، والإسلام يتحدّث عن أنّ السّموات والأرض وما بينهما خلقت في ستة أيّام فقط !


  • الجواب :

  • أ- لا ننكر أنّ الله ذكر خلق الكون في ستّة أيّام، كما في قوله تعالى: “الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستّة أيّام ثمّ استوى على العرش الرّحمن فاسأل به خبيراً”، لكنّ العلماء اختلفوا في تحديد المراد بهذه الايام قبل عصر العلم التّجريبي على ثلاثة أقوال:
  1. الأول: أن تلك الأيّام مثل أيام الدنيا،
  2. الثّاني: أنّ تلك الأيّام مثل أيّام الآخرة، إمّا أن اليوم يساوي ألف سنة أو خمسين ألف سنة
  3. والثّالث: أنّه لا يُعرف قدر تلك الأيّام.

وقد رجّح ابن تيمية ومحمود شكري الألوسي والعلماء المتأخّرين القول الثّالث، واختلاف العلماء حول مقدار اليوم قبل عصر العلم التجريبي راجع إلى اختلاف نظرتهم للنصوص الشرعية ودلالاتها، وليس راجعا إلى أنهم أرادوا دفع إشكالات حول تعارض العلم والقرآن في هذه المسألة؛ لأنهم عاشوا قبل عصر العلم التجريبي، وهذا ظاهر جدا.

  • ب- على التسليم بأن المراد بتلك الأيام أيّام الدنيا، أو هي محددة بأيام الآخرة، فإنه لا يصح الادعاء بأن القرآن مناقض للعلم في نشأة الكون، وذلك أن العلم لم يصل إلى شيء محدد ثابت في هذه القضيّة وليس هناك يقين في العلم حول كيفية خلق الكون وضبط مدته الزّمنية، فإن البحث في أصل الكون وطبيعة نشأته وكيفيتها من القضايا التي ما زالت محل جدل ونقاش ونظر بين العلماء، لم يصل لمرحلة الحقيقة العلميّة الثابتة التي تحاكم إليها الأقوال المخالفة.

ولذلك قال جون جريبين في كتابه (قصة الكون) : “لن يكون هناك تاريخ واحد أو سرد واحد قاطع لتاريخ الكون، وإنما قصص مختلفة نوعا ما وغير موضوعية وتأويلات متعددة”.

وصرح بعدم القطع في هذه المسائل غيره من الفيزيائيين مثل : ستيفن وينبرغ في كتابه (الثلاث الدقائق الأولى من عمر الكون)، وستيفن هوكنج في أكثر من كتاب مثل كتاب (تاريخ موجز للزمان) وكتاب (الكون في قشرة جوز) وغيرهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى