أصبحت أحس أن عقلي آمن، وقلبي لا يجد حلاوة الإيمان.
فهل من نصيحة؟
الجواب:
– النصيحة هي تصحيح الرؤية حول قضية الإيمان, لأن التعاطي معها كأنك عبارة عن حاسوب يأخذ معطيات رقمية ويعطي نتائج رقمية هو تعاطي خاطئ, فأنت لست حاسوبا, أنت بشر فيك جسد وروح وإدراك ومشاعر, ومن الجهة الأخرى الهداية ليست معلومات فقط, بل نور يقذفه الله في قلب العبد, فلا تظنّن لوهلة أنك تستغني عنه سبحانه, ولا تتعامل مع القضية بهذا المنظور حتى لو كنت نظريا تنفي ذلك عن نفسك.. بمعنى أنه لا بد أن يكون منك افتقار وتضرع وإنابة, ولا بد أن ينعكس ما علمته من علم على عملك ويقربك لمولاك, فالقضية ليست معلومات وثمرات معرفية محضة, بل القضية علم وعمل, معلومات وهدايات ربّانية, بذل منك وعطاء من الله تعالى يأتيك إن صدقت وأخلصت لله, فلا بد من تعاهد حالتك القلبية والعملية.
– ثم ليعلم أنّ قضيّتنا الكبرى لا تقف عند إثبات وجود الله, فالإقرار بوجود الله فطرة وضرورة عقلية, ولولا مكابرات ومراء أهل الأهواء لما احتاج ذلك لكتابة صفحة، فلا تقصر همك عليه فقضيتك الحياة لله..
– وتأمل محور الرسالات.. {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}
إنها عبادة الله بكل معانيها والكفر بالطاغوت بكل معانيه {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين}
إنها عبادة الله بالمحبة والتعظيم المتغذّيان بمعرفته بالفطرة والوحي، وبمشاعر القلب خوفا ورجاء ورغبة ورهبة وتسليما، وبكل جارحة وقول يحبه تبارك وتعالى .
– ولأنها عبادة لا أي محبة، ولأنه الأحد، فإنك تأبى أن يجعل له ند في عبادته وأسمائه وصفاته، وتراه أعظم الظلم، فتوالي وتعادي بذلك .
– فإن فقهت ذلك انضبطت مواقفك وحركاته وسكناتك حتى يكون محياك ومماتك لله، فتُخلِص وتَخلُص فلا يسلط عليك شيطان وتحرق بنورك الظلمات