عرض ونقد

انتقاد كبار علماء الحديث للصحيحين

السؤال:

يقول المُخالف: ” أنتم تقولون إن كل ما في الصحيحين صحيح ولكننا نجد من كبار المحدثين من انتقد بعض أحاديث الصحيحين، فعلام تغلقون باب انتقاد الصحيحين أو تتهمون بعض من ينكر بعض أحاديثهما أنه مشكك في السنة ؟؟ “.


الجواب:

  • أولًا: لا يقول اهل الاسلام بقفل باب انتقاد الصحيحين وليس أدل من ذلك قيام عدد من اهل الفن بانتقاد بعض ما فيهما ولم يوصفوا بأنهم من المشككين او المنكرين والدار قطني مثال لذلك…
  • ثانيًا: ليس مجرد النقد على الصحيحين، كفيل بأن يبطل القول بأن كل ما في الصحيحين صحيح. لأن كثيراً من ذاك النقد من الأئمة موجه لأمور غير مؤثرة في ثبوت الحديث من عدمه. كنقد إسناد له شواهد أخرى، أو نقد اختلاف واضطراب في الإسناد لا يوجب الضعف. أو نقد الزيادة في المتن بما لا يوجب المنافاة.

  • ثالثًا:طالما أنه تم الاستشهاد بكبار المحدثين، فينبغي أن يلتزم الناقد بمنهجهم: يجب أن يكون النقد صادراً من خبير بهذه الصنعة، ويملك التأهيل العلمي المطلوب، وملتزم بالقواعد التي ذكرها النقاد، حتى يكون نقده مقبولاً ومعتبرا. وإلا فهو مخالف لأساس ومنطلق نقد كبار المحدثين على الصحيحين. وأما النقد العلمي فليس به بأس ولا يُقال بتبديع ولا تشكيك من توجه بالنقد العلمي على الصحيحين.

  • رابعًا: الذي انتَقد على صاحبي الصحيح أحاديث انطلق من نفس أصول صاحبي الصحيح: الأصول الصحيحة والعلمية لعلوم الحديث، بخلاف المعاصرين الذين ينطلقون من أصول أجنبية عن علوم الحديث.
  • خامسًا: مقولة كل ما في الصحيحين صحيح .. يراد بها الغالب (اي غالبه في اعلي مراتب الصحة) .. وما سواه .. فصحيح او حسن .. وإن لم يصل الي أعلي مراتب الصحة وعلى هذا الاعتبار كل ما في الصحيحين صحيح ولا وجود لحديث ضعيف أو موضوع في الصحيحين …

  • سادسًا: الانتقادات التي وجهت لهما على ثلاثة أقسام:

  1. انتقاد بحق وكان الصواب فيه مع الناقد:
    وهذا القسم قليل جداً وكلّه أو أكثره في صحيح مسلم.
  2. انتقاد بحق وكان الصواب فيه مع صاحبي الصحيح (البخاري ومسلم)، ومعنى كونه على حق أي أنه مبني على قواعد علمية معتبرة عند أهل الاختصاص بعلم الحديث.
    ولكن لا يلزم من ذلك كون الصواب مع من انتقد، فالبخاري ومسلم إمامان في علم الحديث ويسيران على قواعده.
  3.  انتقاد بغير حق:
    وهذا لا يكون صوابا أصلا.
    وهو الانتقاد المبني على هوى، أو على تقديم الرأي المحض على ما صح، وبشل عام هو الذي يخالف قواعد علم الحديث ﻷي سبب .

ومما يجدر التنبيه عليه هنا أن قواعد علم الحديث تُعني بنقد المتن كما تعُنى بنقد السند.

والله تعالى أعلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى