حديث القرآن عن الكون فيه تصوير زائف لحقيقته يدل على أن القرآن ليس نازلا من عند الله بل هو نتاج التصورات البشرية البدائية التي كانت في زمن محمد ، فمن ذلك :
- أن القرآن يتحدث عن السماء والأرض فقط، ولا يتحدث عن ما بينهما إلا مجملا مع كون العلم الحديث اكتشف كواكب أكبر وأضخم من الأرض بمرات عديدة، فلماذا لم يتكلم عنها القرآن ؟!
- أن القرآن إذا أراد تبيين ضخامة الجنة ذكر سعة السماء والأرض، مع أن الأرض لا تساوي مع السماء شيئا فلماذا يقرن بينهما هنا ؟! ولماذا لم تُذكر الشمس بدل الأرض وهي أكبر منها بكثير؟!
الجواب يمكن إجماله في نقاط:
- القرآن الذي هو كتاب الإسلام له غاية محددة وهي إرشاد الناس إلى عبادة الله ، ومن أجل هذه تحقيق هذه الغاية اتخذ وسائل منها : تنبيه الناس وإرشادهم للآيات الكونية الظاهرة التي تدلهم على الخالق وعظمته واستحقاقه للعبادة وحده، فالكلام عن علوم الكون في القرآن وسيلة لا غاية، فليس من غايات القرآن شرح القضايا الكونية والفلكية بتفاصيلها وتكويناتها، وبناء عليه فإن من يعيب القرآن كونه لم يتكلم عن كذا وكذا من علوم الكون لم يعِ غاية القرآن الأساسية ولم يفرّق بين الغاية والوسيلة.
- إذا ثبت لدينا أن القرآن تحدث عن بعض علوم الكون بما يتناسب مع غايته؛ فإن أي نظرية تجريبية صحيحة لم تُذكر في القرآن فلن يكون في القرآن ما يعارضها، لأن خالق الكون هو نفسُه مُنزل القرآن، فاتساع الكون وضخامته مثلا -وهو محل الاعتراض- ليس في الإسلام ما يعارضه بل فيه ما يؤيده وهو قول النبي (ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة) صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (109).
- عمل علماء المسلمين ونتائج أبحاثهم الكونية المتعلقة بسعة الكون وضخامته مثل: ضخامة الشمس بالنسبة للأرض وأبعاد الكواكب والنجوم ونحو ذلك؛ تدل على أن مسألة سعة الكون وضخامته أمر مُسلّم عندهم وليس في القرآن ما يعارضه، ولو كانوا يرون في نتائج أبحاثهم معارضة للقرآن لبيّنوا ذلك، وفي هذا الرابط تجد تعدادا لأسماء ومؤلفات أكثر من 60 عالما مسلما من علماء الفلك. [انظر هنا]
- أما التعبير عن ضخامة الجنة بذكر سعة السماء والأرض فليس المراد منها بيان أن الأرض مقاربة للسماء في الحجم، بل جرت تلك العبارة على عادة العرب في التعبير عن ضخامة الشيء واتساعه، والقرآن نزل بلغتهم وأساليبهم في التعبير والبيان، قال القرطبي في تفسيره 4/205 : ” وقال قوم : الكلام جار على مقطع العرب من الاستعارة ، فلما كانت الجنة من الاتساع و الانفساحفي غاية قصوى؛ حسنت العبارة عنها بعرض السموات والأرض ، كما تقول للرجل : هذا بحر، ولشخص كبير من الحيوان: هذا جبل . ولم تقصد الآية تحديد العَرض ، ولكن أراد بذلك أنها أوسع شيء رأيتموه”.