عرض ونقد

دلالة قانون الديناميكا الحراري على إثبات حدوث الكون!

ألا يتعارض ما يُستفاد من قانون الديناميكا الحراري الثاني مع القانون الأول(قانون حفظ الطاقة) ، وما دلالة القانون على إثبات حدوث الكون ؟


الجواب:

نجيب بعبارات تقريبية لا تلتزم بالضرورة بدقة عالية في استعمال المصطلحات العلمية المتخصصة فنقول:

القانون الأول لا تعارض بينه وبين الثاني, فالأول مفاده أن الطاقة في الأنظمة المغلقة مجموعها سيظل ثابتا, والثاني لا يعارض ذلك؛ لأنه يتحدث عن اتجاه سير الظواهر الطبيعية في الكون، والذي مفاده أن العمليات الحيوية في الكون تسير في اتجاه واحد لايمكن أن يُعكس، فمثلا هناك انتقال حراري من الأجسام الحارة في الكون إلى الأجسام الباردة، وسيظل هذا مستمرا حتى يحصل تساوي في درجات الحرارة مما يعني توقف كل العمليات الحيوية في الكون، كذلك أي نظام مغلق فإنه يتجه إلى الكون في حالة الفوضى القصوى، أي مع مرور الوقت يزيد تشتيت الطاقة ويجعلها بدلا من انتظامها وعملها لعلميات حيوية وفيزيائية تتحول لطاقة مشتتة لأعلى درجات التشتت, وغير قادرة على عمل أي عمليات فيزيائة أو حيوية أو كيميائية, ويستحيل مع هذا وجود الحياة .

أمّا وجه الاستدلال بقانون الديناميكا الحراري الثاني يمكن صياغته كالتالي:
مادام مرور الزمن يؤدي للإضمحلال ونهاية الأنظمة الفيزيائية وغيرها التي يقتضيها القانون حتما، فلا يمكن أن يكون الكون أزليا؛ لأنه لو كان الكون أزليا (والزمن للوراء بعيد لهذه الدرجة، بل إلى مالانهاية) لكان هذا الزمن كافيا للوصول لهذه الحالة, ولكن لأنه لم يصل فلا بد أن يكون الكون حادثاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى