مع أن الإيمان بوجود الله وخلقه للكون قضية فُطِر عليها الناس، إلا أن المؤمنين بالله تعالى أقاموا أدلة كثيرة على ضرورتها، وقد تنوعت أدلتهم على ذلك، واختلفت مسالكها ومساراتها في الاستدلال، وبلغ مجموعها عددًا كبيرًا.
ومع تنوع الأدلة التي أقامها المؤمنون على وجود الله، فهي في الوقت نفسه مختلفة فيما بينها في القوة والضعف وفي الصحة والبطلان.
ومجموع الأدلة الصحيحة منها يدل بوضوح على ثبوت الحقيقة الإيمانية من أن الإيمان بوجود الله ليس مجرد قضية تسليمية عاطفية، وليس قائماً على مجرد عجز المخالف عن إقامة الدليل على النقيض، وإنما هو قضية تصديقية استدلالية برهانية صادقة.
والتنبيه على ذلك التمايز بين الأدلة التي أقامها المؤمنون على وجود الله مهم جدا؛ لأن فيه التنبيه على المسالك الالتوائية المخادعة التي يسلكها بعض الملاحدة للتشكيك في وجود الله، حيث يعمد إلى بعض الأدلة الضعيفة ويسلط عليها النقد ويكشف عن ضعفها لينتهي من ذلك إلى التشكيك في كل الأدلة التي أقامها المؤمنون على وجود الخالق سبحانه.
وفي هذا السيـاق لا بد من التنبيه على خـطورة الاستدلال بالأدلة الخاطئة أو الضعيفة أو غير المحررة؛ لأن هذا النوع من الأدلة لا ينفع الحق وإنما يضـعف من جانبه، والحق لا يحتاج في انتصاره إلى كثرة الأدلة بقدر ما يحتاج إلى قوة الأدلة وتماسكها وانضباطها فدليل واحد صحيح المقدمات سليم عن المعارضة خير من عشرين دليل مقدماته ضعيفة.
ومع كثرة الأدلة الصحيحة الدالة على وجود الله، إلا أننا سنقتصر على بعضها فيما يلي.
- إمكان الاستدلال العقلي على وجود الله
- دليل الخلق والإيجاد
- امتناع التسلسل في الفاعلين
- دليل الإحكام والإتقان
- الأدلة الفطرية على وجود الله
- كمال الله المطلق
- الكمال الإلهي لا يمكن الإحاطة به
الكاتب: مستفادة من كتاب ظاهرة نقد الدين
القراءة الصوتية: محمد النتشة
التصميم: سمية العمودي