عرض ونقد

لوازم الإلحاد المعرفية

 


”إن كان الله غير موجود ، فقد حُكِم على الإنسان والكون بالفناء ”                                

[ • الفيلسوف وليم لين كريغ ] [١]


“السفينة التي تشرف على الغرق لا تستطيع أن تلقي مراسيها عند نفسها، بل لابد من أرض صلبة تلقي عندها هذه المراسي کي تأمن الغرق، وكذا الذات الإنسانية لابد لها من أرض صلبة تتكئ عليها لتنجو من الطوفان”

[ • د. عبد الرّزاق بلعقروز ] [٢]

 

مدخل :

يُطالعنا الملاحدة المعتنقون للإلحاد في صيغته “الشعبَويّة” في استعلاءٍ ووثوقيّة بعقلانيّة موقفهم العقديّ، ولسان حالِهم كما كان يقول (لي ستروبل) لمّا كان ملحدا عِلمويّا قبل أن يخوض ما أسماه (بداية التّحرّي): “شعرت بالتعالي عليهم. دعهُم يظلّون عبيدا لتفكيرهم الساذج عن مكان لهم في السماء، وعن الأخلاقية المستقيمة لإلهِهِمُ الخيالي. أما بالنسبة لي، فسوف أتبع بنزاهة النتائج التي توصّل إليها العلماء والمؤرخون، والتي اختصرت أبحاثهم المنطقية المتسقة العالمَ إلى مجرّد عمليات مادية” .[٣]

لكنّ هذه الوُثوقيّة ما تلبث أن تنقشع أمام أيّ محاولة للنظر في الإلحاد ومع أيّ سعي لمعرفة حقيقته ولوازمه.
سيكون من الجيّد التطرُّق لهذا الموضوع الذي لا يزال غائباً بشكل كبير عن الساحة السّجاليّة الإيمانيّة-الإلحاديّة، ألا وهو التأمُّل في لوازم الإلحاد، وسنخُصُّ بالحديث هنا المعرفيّة منها.
وقبل ذلك لا بدّ من الوقوف على مقاربة للإلحاد الذي نقصده، لتعدّد حدود وتعاريف هذا المصطلح من جهة، ولحصول تصوُّر جيّد للوازم الإلحاد، فإنّ التصوُّر الصّحيح للإلحاد على حقيقته التي هو عليها بوّابة للخُلوص إلى لوازمه.

مقاربة للإلحاد : 

الإلحاد في اللغة هو الميل، وفي لغة الشّارع –سبحانه- الميلُ عن الحقّ.
لهذا لا بدّ في البداية من توضيحٍ لما نقصده هنا بالإلحاد، لأنّ هذا المفهوم قد يكون من ما صَدَقاته في المعنى الشرعيّ الابتداع في الدين وإنكار المعلوم منه ضرورةَ –مثلاً-، وهو ما لا نقصده هنا بحال ؛ فنحن نقصد هنا بالإلحاد ما يقصده الناس اليوم في سياقنا التداوُلي للمصطلح، مع أنّنا نرى أن يكون المعنى الشرعي هو الأصل.

نقصد بالإلحاد في سياق المقال باختصار: إنكار وجود الإله، سواء كان هذا الإنكار قويّاً أو ضعيفاً؛ أي سواء كان المنكر يزعم أنّ لديه دليلاً على عدم وجود إله، أو كان يزعم أنّ أدلّة وجود الله غير كافية فيرجِّح بالتالي عدم وجوده، أو تكافأت عنده أدلّة المنكِر والمثبِت فيكون لا أدريّاً.

إذ أنّ لوازم الإلحاد تسري على هذه الأنواع من الإلحاد كلّها، حيث إنّ تصوُّر ما يلزَم عن إنكار الخالق سبحانه كفيل بإبطال هذه المذاهب الإلحاديّة مهما اختلف موقِفها قوّة وضعفاً. فإذا كانت الأمور تُعرَف بأضدادها، فإنّ حقيقة الإيمان بوجود الله وضرورتَه تظهر بجلاء عند تصوُّر لوازم الإلحاد.

مسلّمات ضروريّة لا يمكن التخلّي عنها :

منذ أن كتبتُ أوّل حرفٍ من هذا المقال، ومنذ بدأتَ –أيُّها القارئ- تقرأ أوّل حرفٍ منه، لا بدّ أنّ هناك “مسلّمات” كثيرة نؤمن بها يقينا، وهي التي جعلتني أكتُب هذا المقال، وجعلتك تقرأه. ليكن هذا مفتاح حديثنا عن لوازم الإلحاد المعرفيّة.
أنا لا أقصد موضوع المقال ولا مادّته، بل مجرّد فعل الكتابة هذا..
– ألا ترى أنّي أؤمن بأنّ هناك غاية من حياتي وأبتغي هدفاً من كتابتي هذا، فأسلّم على نحو من اليقين بالغائيّة؟
– ألستَ ترى أنّني “أسلِّم” بأنّ العقل وكذلك الحسّ والخبر مصادر معرفيّة ضروريّة، لأنّي لا أكتب إلّا ما يتحصّل لي من معرفة من خلالها؟
– ألستَ ترى أنّي أعوِّل على “مسلّمات” من قبيل: أنّنا يمكن يقينا أن تتحصّل لدينا معرفة، وأنّ هذه المعرفة يمكن التعبير عنها ونقلُها من شخص لآخر، وأنّ اللغة معوَّلٌ عليها لتؤدّي هذه الوظيفة؟

الحقيقة أنّ مثل هذه “المسلّمات” تسكننا جميعا، ومغروزة في وعينا كبشرٍ، ولا يمكن التخلّي عليها إلّا ويُصاحِب ذلك التنازل عن أخصّ خصائص إنسانيّتنا. وتستحيل كلّ معرفة ويتعذّر كلّ علم بالتّخلي عنها والتشكيك فيها.

أرأيت لو قُلت: إنّ هذه مجرّد افتراضات لا يمكن الوُثوق بها؛ هل كان عليّ أن أنبس ببنت شفة أو أخطّ حرفا هنا، أو حتّى أن أبتغي هدفا لي في هذه الحياة، فتلك النّزعة الغائيّة الكامنة وراء حبّ المعرفة والبحث عن الحقيقة والدّفاع عنها ما هي إلّا من جنس هذه المسلّمات اليقينيّة التي نفترضها مُسبقا في كلّ فعل إنسانيّ؟

قد ترى جليّا بلا أدنى مبالغة ومواربة أنّ التخلي عمّا نسمّيه بالبديهيّات العقليّة الأوّليّة أو الحسّ المشترك أو مسائل الإجماع الإنسانيّ أو الفطرة بالتعبير الصّحيح سيؤول بنا إلى حالة غريبة جدّا، وهي الاستحالة إلى عدم إمكان المعرفة، إذ أنّنّا لم نجعل للمصادر التي تُمِدُّنا بالمعرفة أيّ مصداقيّة، بل نستحيل إلى حالة لا جدوى فيها من الحياة نفسها، إذ أنكرنا الغائيّة التي تحرّكنا في هذه الحياة، وللأسف حتّى لو رأينا حينها في الانتحار حلّاً في هذه الوضعيّة فقرار الانتحار نفسه سيكون مَشوباً بجذور “إيمانيّة”، فأنت إنّما تنتحر لهدف وغاية ما، وأنت تخلّيت مبدئيّاً على فطرة الغائيّة عندك.
أراك تسأل حائراً: وما علاقة هذا بالإلحاد وبقضيّة وجود الله؟

وجود الله ..كتفسيرٍ وضامنٍ للمعرفة :

العلاقة بين هذه المسلّمات العقليّة التي تكون سابقة مُضمَرة في كل فعل بشريّ، وبين وجود الله والإلحاد: هي أنّ هذه الضرورات المعرفيّة الفطريّة لا يمكن تفسيرها إلا بوجود الله، وهو سبحانه الضّامن الوحيد الذي يضمن الوثوقيّة التي لدينا فيها. فوجود الله له قدرة تفسيريّة هائلة لا يمكن لغيرها أن تعطي معنَى للمعرفة البشريّة، وكذلك هو الأساس الذي يمنح لهذه الحقائق مطلقيّتها ويقينيّتها، فهو الرّكن الأنطولوجي الشديد الذي تُبنى عليه، حيث “يسبِق «الإيمان بالله» «الإيمانَ بالعقل» أنطولوجيا.. فلا عقل بلا إيمان بالله”[٤] .

لأنّه ما لم يفسَّر وجود الفطرة بما تتضمّنُه من بديهيّات بالإله كتفسير لا يمكن الاعتراض عليه، كون هذا الإله مطلق العلم والقدرة -سبحانه-، فلن يوجد تفسير آخر يمكن أن يحلّ محلّه في قوّته التفسيريّة. كما أنّه ما لم تؤمن بإله صمّم العقل على نحوٍ لتحصيل المعرفة وأوجَد هذه المعارف الضرورية التي تُبنى عليها كلّ معرفةٍ، فإنّه لن يكون لهذه المسلّمات قيمتها اليقينيّة، فلا مانع حينئذ من اعتبارها خداعاً عقليّاً -مثلاً-. فتصبح بالتالي بلا معنى.


فإنّه “إذا ثبت أن المعرفة الإنسانية لا بد فيها من الاستناد إلى الضرورات العقلية التي ينتهي إليها الاستدلال، فإن ثبوت تلك الضرورات في الواقع لا يمكن تصوُّره إلا مع وجودِ المطلق؛ لكون الضروريات لا تكون إلا مطلقة، والمطلق لا يثبُت إلا بالمطلق، فالنسبي لا يمكن أن يكون مستنَدا لثبوت المطلق؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه لغيره، ولا يوجد مطلق في الوجود إلا الله تعالى، والمنكِر لوجود الله لا يمكنه أن يسلِّم بوجود المعاني المطلقة ؛ لأن كل ما يحصله بحسه وعقله الإنساني القاصر لا يكون إلا نسبياً”
 [٥] .

إذ “لولا وجود تلك المبادئ المطلقة لما استطاع الإنسان أن يبني التصورات الكليّة عن الموجودات، ولما استطاع أن يصل إلى اليقين في معارفه.

فثبت أن وجود الله والإيمان بخلقه للكون هو الأساس الأولي الذي تقوم عليه المعرفة الإنسانية، والضمانة التي لا استقرار للنظام المعرفي ولا انضباط له إلا بوجودها، ولا يمكن للمرء أن يسلم من التناقض المعرفي إلا به”
[٦] .

وبالتالي “إن غاب الله إذا، صارت الحياة بلا معنى، وبات الإنسان والكون مفرغَين من أيّ معنى نهائيّ”[٧] ، وحينئذٍ يكون “المعنى والقيمة والغرض ليست سوى أوهام من صنع البشر، هي جميعا مجرّد أفكار تسكُن رؤوسَنا. وإنِ كان الإلحاد صحيحًا، فالحياة فعلاً، وبصورة موضوعيّة، خاليةٌ من المعنى، ومُفرَغة من القيمة، وبلا غرضٍ. هذا رُغماً من كلّ تصوُّراتنا الذّاتيّة التي ترى نقيض ذلك” [٨].

فالّذي يلزَم الملحدَ المنكر لوجود إلهٍ خلق للإنسان فطرة ضروريّة وجعل له مصادر معرفيّة لأجل غايةٍ وهدف، أن يُنكر ضرورة المبادئ الأوليّة ويتخلّى عن وثوقيّته في مصادر المعرفة. وهذا يلزم عنه استحالة حصول أيّ معرفة نظريّة أو تجريبيّة، ومن ضمن هذه المعرفة الموقف الإلحاديّ نفسه. فحتّى يقوم الإلحاد على “دليل ما” لا بدّ أن يفترض ضمنيّاً وجود الله سبحانه الضّامن للوُثوقيّة في مصادر هذا الدّليل. لذا فإنّ “جميع الرُّؤى الكونيّة عليها استعارة نظريّة المعرفة الدّينيّة، على الأقلّ عندما تصوغ ادّعاءاتها. عليهم الافتراض ضمنيّا موثوقيّة المنطق والعقلانيّة، والتّي لا يدعمُها إلّا الرّؤية الكونيّة الدينيّة، عليهم التصرّف (كما لو) أنّ الدّين صحيح، وإن رفضوه”
[٩] .


والالتزام بهذا اللّازم الإلحادي موجود فعلا عند بعض الملاحدة، مع استحالة الاطّراد فيه. فـ”من القضايا اللافتة للنّظر عند بعض الملاحدة الجُدُد رفضهم الصّريح للمبادئ العقليّة الأوّليّة، وهو موقِف يكرّرُه (لورنس كراوس) مثلا في كثيرٍ من حواراته ومُناظراته”
[١٠] .

والإشكال المعرفيّ يتفاقم أكثر عندما يلجأ الملحد لتفسيرات ماديّة تطوُّريّة داروينيّة لتفسير المعرفة والاعتقادات. “لذلك قال (کنان مالك): «إذا كانت قدراتنا المعرفية لا تعدو أن تكون سوى نزعات متطوِّرة؛ فلن تكون هناك طريقة المعرفة أي من هذه القدرات تؤدي إلى معتقدات حقيقية وأيها يؤدي إلى أخرى غير صحيحة» [١١]

ومِن عَجَبٍ أنّ (داروین) قد أدرك تلك الحقيقة؛ فقال: «عندي شكٌّ دائم في أن تكون لقناعات عقل الإنسان -التي تطوّرت من حيوانات أدنى- أيّ قيمة أو أن تستحقّ التّصديق أصلا. هل بإمكان أيٍّ منّا أن يصدّق قناعات عقل قردٍ، إن كانت هناك أصلا قناعات في مثل ذلك العقل» “
[١٢] [١٣] .

يقول كذلك ألفن بلانتنغا: “في الواقع، فإنه بتبني التطور والمادية، فإن ما يلزم هو أن ملكاتنا المسؤولة عن إنشاء المعتقدات تغدو غیر موثوقة” [١٤] .
وتبيّن نانسي بيرسي التناقض الذاتي في نظريّة التطوُّر، وكونها تنقُض ذاتها بذاتها بالقول: “تفترض النظرية أن العقل البشري نتاج الانتقاء الطبيعي. والنتيجة المترتِّبة على ذلك هي أن الأفكار في عقولنا انتقيت لقيمتها في البقاء، وليس بسبب قيمة صحتها. لكن ماذا لو طبقنا تلك النظرية على نفسها؟ فهي أيضا انتُقيَت من أجل البقاء وليس من أجل صحّتها، ما يدحض ادعاءها نفسَها للحقيقة. وبذلك تنتحر نظرية المعرفة التطورية” [١٥].

ولنَختِم بأخذ ممارسةِ العلم التجريبيّ مثالًا على المعرفة البشريّة، فإنّ “الدافع لاستكشاف الكون عن طريق العلم الطبيعي لا ينسجم مع المادية والإلحاد بحالٍ”
[١٦] إذ “لماذا يضع الملحد عمره في طلب الحقيقة، وعنده أن الرغبة في الوصول للحقيقة ليست إلا نتاج عملية تطوُّرية مثلها مثل حاجة الإنسان للدين عند المتدينين ؟! فلماذا ترفض الثانية ولا ترفض الأولى؟!” [١٧] . و “إن الصّادق مع نفسه يُدرك أن الدافع الأكبر لاستكشاف الكون، والأمل الأعظم في البحث عن خوافيه ينبع من افتراض خصيصةٍ مميّزة للكائن البشري في هذا الكون، ولا يمكن أن يتحقّق هذا الأمل في قلب من يعتقد أن الإنسان ليس إلا نتاجَ عمليّة تطورية لا تُخطِّط ولا تدري، لا يمكن أن يوجد هذا الأمل في قلب من يعتقد أنّ حقيقةَ الإنسان أنّه هباءَةٌ في كون غير متناهٍ، لا قيمة له ولا ضمان لمنتجات عقله!” [١٨].


[١]– وليم لين كريغ، مستعدّون للمُجاوبة، ترجمة: سامح فكري حنا وماجد زاخر صبحي، ص: ٣٩.
[٢]– د. عبد الرزاق بلعقروز، مداخل مفهومية إلى مباحث فلسفية وفكرية، مركز نماء، ص ٢٧ (بتصرف يسير)
[٣]– لي ستروبل، القضيّة الخالق، ترجمة: سليم إسكندر وحنّا يوسف، ص ٣٣.
[٤]– د. سامي عامري، براهين وجود الله في النفس والعقل والعلم، مركز تكوين، ص ٢٧٢.
[٥]– د. سلطان العميري، ظاهرة نقد الدين في الفكر الغربي الحديث، مركز تكوين، الجزء ٢، ص ١٨.
[٦]– د. سلطان العميري، المرجع السابق، نفس الصفحة.
[٧]– وليم لين كريغ، مستعدّون للمُجاوبة، ترجمة: سامح فكري حنا وماجد زاخر صبحي، ص: ٤٣.
[٨]– وليم لين كريغ، المرجع السابق، ص ٣٩.
[٩]– نانسي بيرسي، البحث عن الحقيقة: خمسة مبادئ لكشف الإلحاد والعلمانيّة، ترجمة: مركز دلائل، ص: ١٧٦.
[١٠]– عبد الله العجيري، ميليشيا الإلحاد، مركز تكوين، ص ١٦٠.
[١١]– Kenan Malik, “In Defense of Human Agency,” in Consciousness, Genetics, and Society (Stockholm: Ax:son Johnson Foundation, 2002) (Cited in: Nancy Pearcey, Finding Truth, p.196). To William Graham, 3 July 1881.
[١٢]– نص رسالة (داروین) کاملا :
<https://www.darwinproject.ac.uk/letter/DCP-LETT-13230.xml>.
[١٣]– د. سامي عامري، براهين وجود الله في النفس والعقل والعلم، ص ٢٧٤.
[١٤]– الإلحاد بين قصورين: حقيقة الإلحاد بين القصور الأخلاقي والقصور المعرفي، ترجمة: د. مؤمن الحسن ود. عبد الله الشهري، مركز دلائل، ١١٨
[١٥]– نانسي بيرسي، البحث عن الحقيقة، ترجمة: مركز دلائل، ص ١٧٨.

[١٦]– د. حسام الدين حامد، الإلحاد: وثوقيّة التوهّم وخواء العدم، مركز تفكّر، ص ٤٢.
[١٧]– د. حسام الدين حامد، المرجع السابق، نفس الصفحة.
[١٨]– د. حسام الدين حامد، المرجع السابق، ص ٤٣.

الكاتب: زيد أولادزيان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى